Wednesday, October 19, 2011

عاداتك السيئة وتأثيرها على طفلك

 
قد تفقد الأم أحيانا أعصابها أو تلجأ للكذب أمام طفلها، ولكن هذا لا يعنى أنها تقصد تعليمه قيما وعادات سيئة. واعلمى أنه منذ اللحظة التى يولد فيها طفلك فإنه ينظر إليك وإلى والده كمثل أعلى. وبمرور الأيام وتقدم الطفل فى العمر يبدأ فى متابعتك ومراقبة كيف تعاملين الناس وتهتمين بهم وكيف تتعاملين أيضا مع مصاعب وتحديات الحياة. وعليك أن تعلمى أيضا أنه من المتوقع أن تفقدى أعصابك فى بعض الأحيان أو تلجئى لكذبة صغيرة امام طفلك، ولكن هذا لا يعنى أنه ليس بإمكانك تحقيق نوع من الاستفادة الإيجابية لطفلك في مثل تلك المواقف. بل على العكس تماما، فإنه يمكنك استغلال بعض عاداتك السيئة فى تعليم طفلك كيف يصحح من أخطائه.

- هناك نوع من أنواع الكذب قد يكون بسيطا أوقد تلجئين إليه لحماية مشاعر الآخرين ومثل هذا النوع من الكذب لن يضر طفلك كثيرا. ولكن هناك نوعا من أنواع الكذب الذى قد يؤدى لفقدان طفلك لثقته فيك مثل إخبارك له مثلا أن حيوانه الأليف المفضل قد مات ولكنه فى الحقيقة لم يمت، أو مثلا أن تقولى له إنك ووالده ستخرجان وسترجعان في أقل من دقيقة ولكن هذا الأمر بالطبع يكون غير حقيقى. واعلمى أنك إذا قلت الحقيقة للطفل فإن مثل هذا الأمر قد يؤلمه لبعض الوقت ولكنه على المدى البعيد سيكون أفضل بالنسبة له من أن يكتشف الحقيقة متأخرا وبالتالى فإنه قد يشعر أنه أكثر سوءا. وعليك أن تكونى واعية أيضا أنك إذا قلت فى موقف معين صعب إن طفلك مريض وهو ليس مريضا فإن هذا سيجعله يعتقد أن من الأفضل له ألا يقول الحقيقة.

- إن فقدانك لأعصابك لن يكون أمرا مؤثرا على طفلك إلا فى حالة كان هذا الأمر لا يحدث كثيرا. ويمكن لطفلك أن يستفيد من فقدانك لأعصابك بأن يرى أنك تتحملين مسئولية أفعالك مع الوضع فى الاعتبار أنه يجب أن تفسرى له سبب انزعاجك أو غضبك وتعديه بأنك ستحاولين تغيير هذا السلوك. من المقبول أن تقولي لطفلك أنك تشعرين بالتعب وتحتاجين لبعض المساعدة ولكن ليس من المقبول أن تقولى للطفل بغضب إنه كسول لأنه فى تلك الحالة فإن الطفل لن يتعلم كيف يتحكم فى غضبه. ويمكنك مثلا إذا شعرت أنك ستفقدين أعصابك، أن تطلبى من طفلك أن يتركك لبعض الوقت حتى تهدأ أعصابك.

- من المقبول والطبيعى أن تقومى بالتعبير عن شعورك بالضيق من شخص معين ولكن يجب عليك أن تفكرى فى الطريقة الصحيحة التى يمكنك من خلالها التعبير عن هذا الضيق. يجب أن تعلمى أنه من الطبيعى أن يرى طفلك أحيانا أنك تشعرين بالضيق مثلا من شخص معين ولكنك يجب أن تعبرى عن هذا الضيق والغضب بطريقة صحية وإيجابية. واعلمى أن طفلك يمكنه أن يلاحظ ما إذا كنت غاضبة أم لا من طريقة كلامك أو حتى تحركاتك. واعلمى أنك إذا كنت دائما تتحدثين عن الناس بطريقة سيئة فإن طفلك سيفعل مثلك.

- إذا رأى طفلك مثلا أنك ووالده تتشاجران بسبب بعض الأمور الحياتية اليومية، فإن هذا أمر طبيعى بل إنه أمر قد يعلم طفلك كيف تكون العلاقات الإنسانية. فعندما تتشاجرين مثلا أنت ووالد الطفل، فيمكنك أن تقولى لطفلك إنك ووالده قد تشعران بالغضب من بعضكما البعض ولكن هذا لا يعنى أنكما تكرهان بعضكما البعض، مع العلم أن مثل تلك الاختلافات ستجعل الطفل يرى أن العلاقات الإنسانية تتطلب بعض التنازلات. واعلمى أن طفلك إذا رأى أنك ووالده تتشاجران دائما وتصرخان فى وجه بعضكما البعض وتتهمان بعضكما البعض، فإنه سيقتنع بأن تلك هى الطريقة التى يتعامل بها الناس مع بعضهم البعض.

- إذا لم تلتزمى بوعد كنت قد أعطيته لطفلك بسبب أمور خارجة عن إرادتك. فمثلا قد تعدين طفلك أنك ستحضرين تمرين الكرة ولكنك تتعطلين فى الطريق بسبب الزحام، فاعلمى أنه فى مثل تلك الحالة فإن طفلك سيتعلم وجود بعض المعوقات فى الحياة. وإذا شعرت فى وقت من الأوقات أنك ستقومين بكسر وعد أعطيته لطفلك فعليك أن تعتذرى له وتعديه بأنك ستلتزمين بالوعد في المرة القادمة.

No comments:

Post a Comment